تدخل جهود الوساطة الأمريكية للتوصل لاتفاق إيقاف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا مرحلة دقيقة وفاصلة.
منذ ساعات زادت ضغوط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الرئيس فلاديمير زيلينسكي، لأقصى حدود لها بشكل سري وعلني.
قال ترامب: «إننا نتقدم بأفضل العروض الممكنة للتوصل لاتفاق، ويتعين على زيلينسكي أن يقبلها أو أن يعيش مثقل القلب إذا رفض هذا الاتفاق».
وبمنطق وفلسفة فن الصفقات التجارية التي تهيمن على سلوك الرئيس ترامب التفاوضي فإن «عرض» ترامب المقدم لزيلينسكي هو ما يعرف بالإنجليزية «take it or leave it» أي أن تقبله أو أن ترفضه. منطق أن تقبله كله أو ترفضه كله هو منطق لا يعطي مجالاً للتفاوض أو التعديل في مسودة الاتفاق لتحسين الشروط.
هذا المنهج وهذا الأسلوب تم اتباعه من قبل مع الصين ومع «حماس» ومع الملف اللبناني.
هذا الأسلوب أحياناً ينجح كما هو، وأحياناً يعود ترامب للتراجع عنه وتخفيفه مثل أسلوب شروطه في التعرفة الجمركية على الواردات مع الصين، وفي علاقته بحماس أو في الجولة الأولى من المفاوضات مع بوتين عقب لقائهما الأخير.
صعوبة هذا العرض المقدم إلى الرئيس الأوكراني هي 3 أمور:
1 - أنه يستبعد أي دور لدول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر قوة الضغط الأساسية الداعمة لزيلينسكي.
2 - أنه يستجيب للمطالب الروسية المطالبة بتنازلات إقليمية من أراضٍ أوكرانية لصالح روسيا.
3 - أنه يطالب بتعديلات داخلية في أنظمة الأحزاب والتعليم والإعلام الأوكراني.
أيام حساسة وصعبة، وهي مفترق طرق تاريخي للصراع الروسي الأوكراني، وأيضاً لقدرات ومكانة ترامب في إدارة «فن الصفقات».