محمد بن راشد ورؤية استباقية.. طبيب لكل مواطن من أجل صحة مستدامة

في ديسمبر 2019، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة «طبيب لكل مواطن»، لتكون خطوة ريادية نحو تقديم رعاية صحية مبتكرة وشاملة لجميع المواطنين. جاءت هذه المبادرة كرؤية متقدمة سبقت عصرها، حيث أكد سموه أهمية التحول الرقمي في الرعاية الصحية، خاصة من خلال خدمات الطب عن بُعد، لضمان وصول الاستشارات الطبية لكل مواطن بسهولة وفعالية.

ولتحقيق الأهداف الطموحة للمبادرة يتعين على القطاع الصحي الخاص أن يكون شريكاً رئيسياً في دعم وتنفيذ هذه الرؤية.

بدلاً من تبني الابتكارات التي تتيح للرعاية الصحية أن تصبح أكثر شمولاً ومرونة، ركزت بعض الجهات الخاصة على الجوانب الربحية دون إعطاء الأولوية الكافية لجعل الطب عن بعد جزءاً لا يتجزأ من خدماتها الأساسية.

طبيب لكل أسرة

رؤيتي لدعم تطبيق المبادرة تتجسد في تخصيص استشاري طب الأسرة لكل أسرة إماراتية، ليكون مسؤولاً عن متابعتها الصحية بشكل كامل ومستدام. دور الطبيب لا يقتصر على العلاج، بل يشمل الوقاية، التوعية، وإدارة الصحة بشكل شامل.

أهداف تخصيص استشاري طب الأسرة:

1 - التثقيف الصحي: رفع وعي الأسرة بأهمية الوقاية واعتماد أنماط حياة صحية.

2 - التشخيص المبكر: المتابعة الدورية لاكتشاف الأمراض في مراحلها الأولى.

3 - رعاية الفئات الأكثر عرضة: تقديم دعم خاص للأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

4 - الدعم النفسي: معالجة القضايا النفسية التي تؤثر على الصحة العامة.

آليات التنفيذ: تعاون بين القطاعين العام والخاص

لتعزيز فعالية المبادرة، يجب إلزام القطاع الخاص بدور أكبر في تبني هذه الرؤية من خلال:

1 - إطلاق منصات إلكترونية ذكية تتيح للأسر التواصل مع أطبائهم بسهولة، مع ملفات صحية رقمية محدثة.

2 - تقديم حوافز للقطاع الخاص لدعمه في توفير خدمات الطب عن بعد ضمن حزمة الخدمات الصحية الأساسية.

3 - توحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لضمان استدامة المبادرة وتحقيق أهدافها.

لماذا الآن؟

•رؤية سبقت عصرها: المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أثبتت أهميتها في ظل التحديات الصحية العالمية، خاصة خلال جائحة «كوفيد 19»، حيث أصبح الطب عن بُعد ضرورة وليس رفاهية.

•البنية التحتية الرقمية: تمتلك الإمارات اليوم أحد أفضل الأنظمة الرقمية في العالم، مما يجعل الوقت مثالياً لتوسيع نطاق المبادرة.

• خفض التكاليف وتحسين الجودة: الوقاية والتشخيص المبكر يساعدان في تقليل تكاليف العلاج وتحسين جودة الحياة.

الخاتمة

«طبيب لكل مواطن» ليست مجرد مبادرة صحية، بل هي رؤية حكيمة سبقت عصرها، تؤكد أن صحة المواطن هي أساس التنمية المستدامة. تخصيص استشاري طب الأسرة لكل أسرة إماراتية يُعد خطوة جوهرية نحو تحقيق هذه الرؤية، ويعزز العلاقة بين النظام الصحي والمواطن.

بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تمضي دبي قدماً لإحداث تغيير نوعي في الرعاية الصحية، حيث الصحة ليست رفاهية بل أولوية، والمواطن في قلب كل تطور.