تراثنا جسر بين الأجيال

في زمنٍ تتسارع فيه الحداثة والتطور التكنولوجي، تُعيدنا بعض الأمسيات الثقافية إلى الجذور، لا لنقيد بها عقولنا بل لنحملها معنا كهوية ناضجة نواجه بها العالم الحديث، متمسكين بالأصالة والهوية الوطنية.

وقد نظّمت مكتبة محمد بن راشد مؤخراً، بالتعاون مع مبادرة «ورقة وقلم» - التي أُسّست بمجهود طاقة شبابية إماراتية - أمسية تراثية حوارية.

شكّلت هذه الجلسة مساحة للنقاش حول أهمية التراث في تشكيل الهوية الوطنية، ودور الكتابة في ترسيخ الموروث الثقافي للأجيال القادمة، ليكونوا خير سفراء له.

تضمنت الجلسة 4 ضيوف متخصصين في مجالات متعددة، مثل التراث الإماراتي، الجمعيات المهنية، الهوية الوطنية الإماراتية مجلس الشباب، وهي مجالات مترابطة تسلط الضوء على أهمية المحافظة على التراث والهوية الوطنية لأجيال اليوم والأجيال القادمة.

وانطلاقاً من أهمية استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، تم التأكيد على ضرورة تسخير منصات التواصل الاجتماعي بطريقة إيجابية لتوصيل المعلومات الصحيحة للأجيال، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في الترويج للتراث، ونشر الوعي بالهوية الثقافية.

أما ما يخص السنع والقيم المجتمعية، فقد تم إبراز أهمية غرسها في الأجيال الجديدة عبر الكتابة والإعلام، وهنا يبرز دور الكتّاب والباحثين والخبراء المتخصصين في التراث الإماراتي ومجال الإعلام. كما أشار المختصون في التربية والتعليم إلى ضرورة تعزيز حضور السنع في المناهج الدراسية والكتابات التعليمية، لما له من دور كبير في المحافظة على هذه القيم في ظل التغيرات الثقافية الحديثة.

في الواقع، يُعدّ البيت البداية والمنبع الأساسي لغرس التراث والهوية الوطنية. وكلما حرصت الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والمجتمع على التمسك بالقيم والعادات الإماراتية والهوية الوطنية، زادت فرص نجاحنا في ترسيخها في نفوس الأجيال. فتراثنا جسرٌ حيّ بين الأمس والغد.