احتفلت مؤخراً «إيسيسكو»؛ منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة بالكاتب الكبير، والمفكر المصري عباس محمود العقاد بمناسبة الذكرى الستين لرحيله، وحق لها أن تحتفل.
فعباس محمود العقاد؛ (1889 - 1964 م)، أديب مبدع، ومفكر حر، وشاعر جيد، وروائي ناقد، وفوق ذلك من المكثرين في الكتابة والتصنيف.
ومن العجيب أنه لم يزد في دراسته الرسمية على الابتدائية، ومع ذلك وبفضل إرادته الصلبة، وعزيمته المضاء، وشغفه بالقراءة علّم نفسه بنفسه، ليصبح مثقفاً موسوعياً، ومفكراً لوذعياً، وأديباً عالمياً. وقد أتاح له إتقانه اللغة الانجليزية الإبحار في الثقافات الأخرى.
ألف في التاريخ، والفلسفة، والأدب، والنقد، وعلمي النفس والاجتماع. فأربت كتبه على المئة.
قدم للمكتبة العربية والإسلامية عدداً كبيراً من الكتب جادت بها قريحته، وسال بها يراعه، أعانه عليها ما وهبه الله من ذكاء حاد، وفطنة نادرة، مكنته من حفظ واستيعاب للفنون المختلفة، والعلوم المتنوعة. غير أن أشهر كتبه «العبقريات»؛ عبقرية أبي بكر الصديق، وعمر، وعثمان، وعلي. وعابوا عليه قوله: «عبقرية محمد». قال العقاد: زار محمد عبده أسوان، فحضر إلى مدرستنا، وعند حضوره كان الإنشاء هو الدرس، وعرضوا عليه ورقتي في الإنشاء، وكتبت فيها أنني أفضل الحرب على السلام،... وأخذ يناقشني، واستمر في النقاش مدة فقال لأستاذي: «ما أجدر هذا أن يكون كاتباً».
وقد نعى العقاد، رحمه الله، نفسه بقصيدة يقول فيها:
إذا شيعتموني يوم تأتي منيتي
وقالوا أراح الله ذاك المعذبا
فلا تحملوني صامتين إلى الثرى
فإني أخاف القبر أن يتهيبا
ولا تذكروني بالبكاء وإنما
أعيدوا على سمعي القصيد فأطربا