قصيدة الأرض اليباب

قصيدة الأرض اليباب أو «الخراب» أو «أرض الضياع» هي قصيدة الشاعر والناقد الأمريكي الكبير ت. س. إليوت. وهي أجمل وأروع وأشهر قصائده على الإطلاق، وقد يعزو البعض ذلك إلى وجود الرمز فيها، وقد يعزوه إلى ازدحامها بالصور الفنية والبلاغية.

وكلمة اليباب أو الخراب؛ تعبر عن القحط، والجدب، وانعدام الحياة والسراب!

وقد عبَّر إليوت في قصيدته عن تقززه وفزعه وارتياعه، وعبر عن خيبة الأمل التي لحقت به ولحقت بالناس -بعد الحرب العالمية الأولى- وعن الصدمة التي حطمت آمالهم ورجاءهم!

وقد تجلت سعة ثقافة إليوت بتعدد اقتباساته من ثقافات شتى؛ مثل الثقافة العربية، وقد بين هذا العلامة عبد الله الطيب في محاضرة له بعنوان «أثر الأدب العربي في شعر تي ‌إس ‌إليوت»، وبرهن أن إليوت قد تأثر في قصيدته «الأرض اليباب» بالشعر الجاهلي لا سيما نزعة الوقوف على الأطلال بعد الخراب واليباب وتغير الأحوال.

وقد استطاع إليوت تصوير الإنسان المعاصر بلا حول ولا قوة، فهو في أحسن أحواله مشلول الإرادة، فاقدٌ للسيادة، أشبه ما يكون بورقة تحركها الريح حيث تشاء.

قال إحسان عباس: «اليباب يوحي لنا بالجدب والجفاف وقلة الماء، وبهذا يرمز إليوت إلى الحضارة الحالية الخاضعة للآلة، التي قضت على الإنسان بالجدب الروحي والعاطفي، ولا شك في أن الماء هو الذي يخلص اليباب من جدبه وجفافه، فالماء في القصيدة رمز للخصب، وهو القادر أن يطفئ الظمأ الروحي».

وإذا كان شهر «نيسان» عند الشعراء والأدباء يبشر بالحياة وبعث الأمل؛ فيه تتزين الطبيعة وتلبس أجمل الحلل، فإن نيسان «الربيع» عند إليوت هو قاسٍ جداً، يولد الليلك من الأرض الموات، ويمزج الذكرى بالرغبة، ويثير الجذور المتلبدة بمطر الربيع.

والقارئ للقصيدة يلفته أن النساء جميعاً تمثل امرأة واحدة وهي شخصية «تيرسياس» التي تمثل الحب في أزهى صوره «الحب المثالي» ثم لا تلبث أن تروغ من بين يدي حبيبها، وهي تقول له:

لقد أعطيتني زهرات اللبلاب منذ عام.

فسموني: فتاة اللبلاب!