قدم نخبة من خبراء الصحة ورواد قطاع اللياقة رؤيتهم حول كيف يصبح النوم الجيد وعادات التعافي الذكية شرطاً أساسياً للأداء في أعلى مستوياته، ولحياة أكثر إنتاجاً ونجاحاً على المدى البعيد. خلال النسخة الأولى من معرض «ليفل أب» للتكنولوجيا الرياضية في دبي، وهو أول معرض متخصص من هذا النوع تطلقه شركة «غلوبال مايس أورغنايزيشن ليمتد» بالتعاون مع مجلس دبي الرياضي، حظي أكثر من 4000 زائر بفرصة الاستماع إلى أكثر من 70 متحدثاً قدموا خلاصة رؤاهم وخبراتهم.
ومن أبرز الجلسات الحوارية كانت جلسة «استعد طاقتك: علم التعافي في الرياضة الحديثة»، التي جمعت قيادات من «ووب» و«إيت سليب» و«فورَس» و«هايبر آيس» لفتح نقاش معمق حول أسس التعافي الحديث وكيفية تطبيقها في عالم الرياضة.
سلط المتحدثون الضوء على أن قيمة البيانات لا تظهر إلا عندما تتحول إلى قرارات وخطوات واضحة، وأن علم النوم حين يضبط وفق احتياجات كل شخص يصبح أداة محورية في تحسين الأداء. كما تناولوا أيضاً صحة الأمعاء بوصفها أساس وركيزة أداء الجسد كله، ودعوا كذلك إلى التعامل مع التعافي كمنظومة مترابطة من عادات وأدوات، لا كإجراء منفصل أو جلسة عابرة. وبصورة شاملة، قدمت الجلسة للحضور رؤى عملية حول إطالة العمر واستدامة اللياقة والأداء والحفاظ على ثبات المستوى، والاستفادة من التقنيات التي تعيد تعريف العافية في أعلى مستويات الأداء.
طوال الجلسة حازت فكرة واحدة على انتباه الجميع حتى أنها تكررت في أكثر من سياق، وهي أن النوم ليس رفاهية ولا حالة يسكن فيها الجسد ويستريح، بل ركيزة أساسية من ركائز تحسين الأداء.
أوضح المتحدثون أن التمرين، مهما كان قوياً، لا يتعدى كونه إشارة يرسلها اللاعب إلى جسده بأنه يريد أن يتطور، بينما يحدث التطور الفعلي في أوقات التعافي، وعلى رأسها النوم الجيد، حين يحصل الجسد والعقل على الفرصة ليصلحا ما تعب، ويعاد بناء ما تكسر، ويتكيفا مع هذا الجهد.
هذا التحول في طريقة التعامل والنظر إلى النوم والتعافي يعكس تغيراً أوسع في الرياضة عالية المستوى؛ فلم يعد التعافي بنداً جانبياً يضاف في آخر الخطة، بل أصبح عامل تفوق يبنى عليه استمرار النجاح وثبات المستوى على المدى الطويل.
