أكد معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن دولة الإمارات بتوجيهات قيادتنا الرشيدة تقدم كل عام الجديد للعالم، وتسعى إلى جذب الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة، ونعمل أن تكون تشريعات الدولة محفزة وجاذبة للاستثمارات.
وقال معاليه إن الوزارة تعكف حالياً بالتعاون مع شركائها في تحالف الشراكة الدولية للهيدروجين الذي يمثل المشرعين، على وضع تشريعات وسياسات جديدة مناسبة لجميع الدول ويتبناها التحالف ويتم تطبيقها في دولة الإمارات بما يسهم في تعزيز استدامة إنتاج الهيدروجين بكونه يمثل وقود المستقبل.
وأضاف معاليه، في تصريحات صحفية على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025، أن العمل على الجانب التشريعي بالتعاون مع تحالف الشراكة الدولية للهيدروجين يسهم في وضع خارطة طريق ومعايير واضحة لاستدامة قطاع الهيدروجين في المستقبل، مشيراً إلى تواجد الإمارات بقوة في مجلس الهيدروجين الذي يمثل الشركات من خلال شركتي «أدنوك» و«مصدر».
وقال معالي سهيل المزروعي: نعمل مع الشركاء حول العالم لوضع تشريعات مستدامة وداعمة لقطاع الهيدروجين، مشيراً إلى إطلاق الإمارات خارطة طريق تستهدف إنتاج 1.4 مليون طن متري من الهيدروجين منخفض الكربون سنوياً بحلول عام 2031.
وهذه الخريطة بحاجة إلى تشريعات وسياسات من حيث الإنتاج والنقل وغيرها بما يسهم في تحقيق هدف أن تصبح الإمارات منتجاً ومصدراً عالمياً لطاقة الهيدروجين منخفضة الكربون. وأوضح معاليه أن كلفة إنتاج الهيدروجين انخفضت بنسبة تتراوح بين 40 % إلى 50 % نزولاً من 10 دولارات لكل كيلوا جرام إلى ما بين 5 - 6 دولارات لكل كيلوجرام حالياً ما يسهم في استدامة قطاع الهيدروجين ويعزز عمليات الإنتاج.
وأكد معاليه أن أسبوع أبوظبي للاستدامة يشكل منصة عالمية تجمع القادة والخبراء وأهم العقول من حول العالم تحت مظلة واحدة والذي أسهم بدوره في تعزيز مكانة أبوظبي الرائدة عالمياً في استشراف ورسم ملامح مستقبل قطاع الطاقة العالمي.
وأشار معاليه إلى تدشين أكبر وأول مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة في أبوظبي والذي سيوفر الطاقة المتجددة على مدار 24 ساعة ويسهم في توفير نحو «1 جيجاواط يومياً» من الحمل الأساسي من الطاقة المتجددة ليشكل أكبر محطة للطاقة الشمسية مزودة بنظم بطاريات لتخزين الطاقة على مستوى العالم.
وقال معاليه إن المشروع يضم محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 5 جيجاواط «تيار مستمر» إضافة إلى أنظمة بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 19 جيجاواط / ساعة ليرسي معياراً عالمياً جديداً في ابتكارات الطاقة النظيفة ويشكل اختراقاً مهماً في قطاع الطاقة العالمي.
كما قال معالي سهيل المزروعي، خلال لقاء مع الصحفيين على هامش فعاليات أسبوع الاستدامة، إن التعامل مع قطاع الكهرباء يتطلب التعامل مع 3 أمور مهمة؛ أولها التكلفة، والاستدامة سواء كانت استدامة مالية وبيئية، بالإضافة إلى تأمين إمدادات الطاقة نفسها، وهذا يحتاج تأمين إمدادات الطاقة مثل تأمين وجود الغاز لتشغيل المحطات التي تعمل بالغاز.
وأضاف: الطلب على الكهرباء في زيادة مستمرة، وهناك مخاوف من أن يزيد الطلب مع ارتفاع استخدام معدلات مراكز البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وكلها سوف تضاعف استخدام الكهرباء على مستوى العالم.
وهناك تحديات مختلفة مثل قدم الشبكات الكهربائية وبعض المحطات القديمة، بالإضافة إلى ظهور مصادر جديدة في توليد الطاقة. المسألة ليست فقط تكلفة، فالجميع يسعى إلى تقليل التكاليف، تكاليف إنتاج الكهرباء مرتبطة بالوقود، ولا يستطيع العالم السيطرة على أسعار الوقود، لكن يمكن أن نسيطر على المصادر المستدامة.
وقال: «اليوم عندما نرى مشروع مثل مجمع الطاقة الشمسية الجديد بتكلفة أقل من 6 سنت كيلووات ساعة، ويمكنا من توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية هذا يعطي أمل كبير لكل دول العالم، ويوفر كهرباء نظيفة على مدار الساعة».
طاقة متجددة
وحول حجم إنتاج الطاقة المتجددة في الإمارات، قال المزروعي: «لدينا: 6 جيجاواط من الطاقة الشمسية، و5.6 جيجا من الطاقة النووية وهي مصادر نظيفة، ونستهدف إلى أن يكون 30 % من الطاقة المستخدمة في الإمارات نظيفة بحلول 2030».
الهيدروجين الأخضر
وفي رده على سؤال «البيان» حول استعداد الإمارات لقيادة تحالف دولي للهيدروجين الأخضر، أكد المزروعي أن الدولة جزء من تحالف عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ونحن من أوائل الدول المؤسسة لهذا التحالف.
وأوضح أن «أدنوك» تسعى لإنتاج الأمونيا بكميات وفيرة لإنتاج الهيدروجين، ولدينا شركات إماراتية تستثمر في الهيدروجين ومشتقاته خارج الدولة. وقال: «الإمارات دولة رائدة في استخدام الهيدروجين الأخضر وفي المستقبل سوف نكون من الدول الكبيرة بإسهاماتها في هذا المجال، و«أدنوك» تستهدف 5 % تقريباً من سوق الهيدروجين في العالم».
وأشار إلى أن طاقة الهيدروجين جديدة ونظيفة وتواجه تحديات في تكاليف الإنتاج، ولكن كما رأينا النقلة النوعية التي حدثت في انخفاض أسعار بطاريات تخزين الطاقة الشمسية، ولدي أمل أن تساهم مثل هذه المعارض والمؤتمرات في ابتكارات نوعية تساهم في تكلفة إنتاج الهيدروجين في السنوات القادمة.
وأكد المزروعي أن البترول الإماراتي الأنظف عالمياً ونراعي تقليل الانبعاثات الكربونية، وهناك معايير عالمية لقياس الانبعاثات الكربونية، وكلما زادت الطاقة الشمسية والنووية والهيدروجين الأخضر، كان لدينا وقود نظيف خالي من الانبعاثات.
السيارات الكهربائية
وأكد المزروعي أن محطات شحن السيارات الكهربائية في نمو مستمر، وهناك شواحن تصل إلى 400 كيلو واط، وسيارات النقل الجماعي تتحول تدريجياً إلى الكهرباء، وهناك شركات جديدة تقوم بإنشاء محطات الشحن في مختلف إمارات الدولة.
وأضاف أن السوق مفتوح أمام القطاع الخاص، ونحن في الإمارات نؤمن بالشراكة مع القطاع الخاص، ودورنا أن نقدم التشريع المناسب والتعرفة السعرية المناسبة ليحقق الربح المناسب والجميع يستفيد، ومحطات شحن السيارات الكهربائية تزيد بشكل لافت.
وقال: «في الإمارات لا نقدم أي شواحن، لأن المستهلك يريد شحن سيارته بسرعة فلا بد أن تكون محطات شحن السيارات الكهربائية مرتفعة الكفاءة، السيارة الكهربائية ليست مثل البنزين في التعبئة، والسرعة في الشحن مطلوبة».
وتابع: الوزارة عملت التشريع المناسب للشواحن السريعة، الشاحن المرتفع السرعة له سعر مختلف، وليس لدينا في الدولة شاحن بطيء، وسرعة شحن السيارات الكهربائية سوف تتغير في المستقبل.
وقال المزروعي: «اليوم ندرس مع الشركات المتخصصة التقنيات الجديدة للشواحن الصغيرة والمتوسطة التي تعمل بالطاقة النووية، لأنها في المستقبل من الممكن أن يكون لها تطبيقات واستخدامات أكبر، وكلها تعتمد في النهاية على الأسعار والتكاليف وكيف نفاضل بين مصادر توليد الطاقة الكهربائية المختلفة».